{فِى بُيُوتٍ} يتعلق {بمشكاة} أي كمشكاة في بعض بيوت الله وهي المساجد كأنه قيل: مثل نوره كما يرى في المسجد نور المشكاة التي من صفتها كيت وكيت، أو ب {توقد} أي توقد في بيوت، أو ب {يسبح} أي يسبح له رجال في بيوت. و{فيها} تكرير فيه توكيد نحو (زيد في الدار جالس فيها) أو بمحذوف أي سبحوا في بيوت {أَذِنَ الله} أي أمر {أَن تُرْفَعَ} تبنى كقوله {بناها رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا} {وَإِذْ يَرْفَعُ إبراهيم القواعد} [البقرة: 127] أن تعظم من الرفعة. وعن الحسن: ما أمر الله أن ترفع بالبناء ولكن بالتعظيم {وَيُذْكَرَ فِيهَا اسمه} يتلى فيها كتابه أو هو عام في كل ذكر {يُسَبّحُ لَهُ فِيهَا بالغدو والآصال} أي يصلي له فيها بالغداة صلاة الفجر وبالآصال صلاة الظهر والعصر والعشاءين. وإنما وحد الغدو لأن صلاته صلاة واحدة، وفي الآصال صلوات والآصال جمع أصل جمع أصيل وهو العشي {رِجَالٌ} فاعل {يسبح} {يسبح} شامي وأبو بكر ويسند إلى أحد الظروف الثلاثة أعني له فيها بالغدو و{رِجَالٌ} مرفوع بما دل عليه {يسبح} أي يسبح له {لاَّ تُلْهِيهِمْ} لا تشغلهم {تجارة} في السفر {وَلاَ بَيْعٌ} في الحضر. وقيل: التجارة الشراء إطلاقاً لاسم الجنس على النوع أو خص البيع بعد ماعم لأنه أوغل في الإلهاء من الشراء لأن الربح في البيعة الرابحة متيقن وفي الشراء مظنون {عَن ذِكْرِ الله} باللسان والقلب {وَإِقامِ الصلاة} أي وعن إقامة الصلاة. التاء في إقامة عوض من العين الساقطة للإعلال والأصل إقوام، فلما قلبت الواو ألفاً اجتمع ألفان فحذفت إحداهما لالتقاء الساكنين فأدخلت التاء عوضاً عن المحذوف، فلما أضيفت أقيمت الإضافة مقام التاء فأسقطت {وَإِيتاء الزكاة} أي وعن إيتاء الزكاة والمعنى لا تجارة لهم حتى تلهيهم كأولياء العزلة، أو يبيعون ويشترون ويذكرون الله مع ذلك وإذا حضرت الصلاة قاموا إليها غير متثاقلين كأولياء العشرة.{يخافون يَوْماً} أي يوم القيامة و{يخافون} حال من الضمير في {تلهيهم} أو صفة أخرى ل {رجال} {تَتَقَلَّبُ فِيهِ القلوب} ببلوغها إلى الحناجر {والأبصار} بالشخوص والزرقة أو تتقلب القلوب إلى الإيمان بعد الكفران والأبصار إلى العيان بعد إنكاره للطغيان كقوله {فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ اليوم حَدِيدٌ} [ق: 22]